Christian Denominations 2024

مرشد العابد ودليل القاصد الى وجوب العبادة - الانبا ايسيذورس

لنسافر اخوتى بالفكرة الوقادة ونسرح نظرنا قليلا بصحف تواريخ اجيال ابائنا وجدودنا المسيحيين ونتعلم منهم الثبات على محور المحبة والتمسك بعراها
لنقرأ تاريخ حياة تلك الكتيبة المباركة كتيبة الرسل وتاريخ الشهداء وتاريخ الاجيال الاولـــــى للمسيح ونقابل بها هذا الجيل الحالى ونرى ما بين كلا الحالتين من الفرق الخطير حيث كيف كانت تلك وكيف اصبحت هذه
 فحقا تحزن قلوبنا وحقا تكتئب ضمائرنا وحقا تتفتت اكبادنا وتذرف اعيننا دما لا دموعا . اما قرأتم اخوتى وجوب محبة الاعداء والغرباء ومسالمة المبغضين ومكافأة الشر بالخير ومقابلة اللعنة بالبركة . ولكن انظروا هل حفظنا حقوق المحبة من نحو الاصدقاء والاقارب والاهل وابناء طائفتنا  اما هذا دليل ابتعادنا عن خطة الاستقامة
الا تعلمون اننا نجازى الخير بالشر والاكرام بالاحتقار ونقابل السلامة بالملامة مع بعضنا البعض فمن يا ترى يتبصر بهذه الحال المستحقة الرثاء ولا يحزن كل الحزن ويكتئب كل الاكتئاب
فيا اخوتى لننتبه من الغفلة ولنتيقظ من النوم ولنقم من القعود ولنجد فى سبيل الود نحو القريب والبعيد نحو الوطنى والغريب لكى نحيا مع ذلك الذى احبنا
 وننتقل من الموت الى الحياة (1يو3 :14) والنتيجة ان نوعى المحبة هما تمام الناموس المسيحى الفاضل ومصباح الحياة الدينية وعربون الخلاص وموضوع الاختصاص وطريق النجاة ومن تمسك بعراهما فقد نجى من آفات العالم الحاضر وفاز بالنعيم المزمع مع الابرار والقديسين والشهداء الفائزين
اما انواع المحبة المضرة والمتلفة فهى نقيض ذنيك لان نوعى المحبة المطلوبة تفيد ذويها سعادة الحياة الحاضرة بالانتصار على نكبات ونوازل الزمان وخطوبه وعواطبه وكروبه ثم تاتى به الى مقر السعادة الابدية والخلود بالدار السرمدية اما هذه فتضر بجسده ونفسه فبجسده اذ تعرضه لمخاطر لا يتوقعها ولا تخطر على باله وبنفسه حيث تسلب منه لذة الدين المسيحى وتخيب امالها وتقطع رجاءها من نوال مواعيده الصادقة وخيراته المحققة
فيقتضى لكل مؤمن مسيحى عابد الله بالروح والحق ان يعرف ويميز بين صحيح نوعى المحبة من فاسدها فصحيحها كما تقدم وفاسدها كما يأتى
(الاول : محبة المال)
 محب المال يضر بصالح ذاته دنيا ودينا فدنيا لانه يخاطر بنفسه ويضعها على قارعة طريق التجارب والاوصاب والمشاق ان لم تكن ظاهرة فخفية وعن هذا نبهنا الرسول قائلا "اننا لم ندخل العالم بشىء وواضح اننا لا نقدر ان نخرج منه بشىء فان كان لنا قوت وكسوة فلنكتفى بهما والذين يريدون ان يكونوا اغنياء فيسقطون فى تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس فى العطب والهلاك لان محبة المال اصل لكل الشرور"(1تى6 :7-10) ودينا فيبتعد عن محبة الاله نفسه
 لانه لا يقدر احد ان يخدم سيدين اما ان يبغض الواحد ويحب الآخر او يلازم الواحد ويحتقر الآخر لا تقدرون ان تخدموا الله والمال (مت6 :24) فمن يعبد المال اى يحبه تسلب منه عبادة ومحبة الله الذى وحده له يحق المحبة والعبادة فوق جميع الاشياء
(الثانى : وفى هذه الدرجة محبة السكر)
 فانها تعادل وتساوى رذيلة تلك ان لم تفق عنها ايضا فان تلك تبعد ذويها عن محبة الاله وعبادته وهذه تجعل مرتكبها فى مصف الحيوانات الغير الناطقة التى لا تعرف لها الها ولا معبودا

Comments