- Get link
- X
- Other Apps
- Get link
- X
- Other Apps
رسالة الى الوثنين - البابا اثناسيوس الرسولى
الله خلق الانسان على صورته , وكونه قادرا على رؤية وادراك الحقائق بواسطة هذه المشابهة لشخص الله , مرتفعا عن كل الاشياء الحسية والمظاهر الجسدية ومتصلا بقوة عقله بالالهيات , فيتلذذ بالتأمل فى الله ويكتسب التجديد من الانعطاف نحو الله
عندما ابتعد الانسان عن التفكير فى الله بمشورة الحية , وبدأ يتأمل فى نفسه تولدت فيه الرغبة لكل شىء بلا استثناء , لهذا بدأت النفس تخضع للخوف والتفكير فى الفناء , لانها اذ لم تشأ ان تترك شهواتها صارت تخشى الموت وانفصالها عن الجسد , واذا بدأت تشتهى ووجدت انها عاجزة عن اتمام شهواتها تعلمت ارتكاب القتل والمظالم
اذ سقطت النفس فى محبة الملذات , ولانها بالطبيعة متحركة فانها لا تفقد حركتها حتى ولو ابتعدت عن الخير , اذن فهى تتحرك لا نحو الفضيلة فيما بعد ولا لكى ترى الله , بل تسىء استخدام قواها كوسيلة فى الملذات التى اخترعتها مفكره فيما لا وجود له
الله بطبيعته لا جسد له وغير منظور , ولا ملموس , وان كان الله اسمى منا جدا فالطريق اليه ليس بعيدا ولا خارجا عن انفسنا بل هو فينا , لانه ان كان لنا فى انفسنا الايمان وملكوت الله , استطعنا بسرعة ان نرى وندرك ملك الكون , لاننا جميعا قد وضعنا اقدامنا على هذا الطريق وكلنا امتلكناه , حتى وان كنا لا نريد جميعا السير فيه
الانسان وحده الذى يفكر فيما هو خارج عن نفسه , ويعلل الاشياء غير الموجودة امامه فعلا , ويتأمل ويختار الافضل , فيحكم فكره فيما يراه بعينه
النفس متميزة عن الجسد وان كان الجسد بالطبيعة فانيا , فيتبع هذا ان النفس خالدة لانها لا تماثل الجسد
Comments
Post a Comment