- Get link
- X
- Other Apps
- Get link
- X
- Other Apps
تجسد الكلمة - البابا أثناسيوس الرسولى
كلمة الله لم يكن محصورا فى جسده , لكنه بالحرى كان يستخدم الجسد , ولذا فانه لم يكن حالا فيه فحسب بل كان حالا فعلا فى كل شىء , وبينما كان خارج الكون فقد كان فى ابيه وحده مستقرا
كما انه (الله) يعرف من اعمال الخيقة ولو كان غير منظور , هكذا اذ تأنس يمكن ان يعرف من اعماله بأن من يعملها لا يمكن ان يكون انسانا بل قوة الله وكلمته
بعدما عجز البشر عن ادراك لاهوته المعلن فى الخليقة , يستطيعون ان يستردوا بصيرتهم من اعمال جسده ويحصلوا بواسطته على معرفة الآب
الله اتخذ لنفسه جسدا وهيأه بحكمته الفائقة ليكون لائقا به , فلم يكن ممكنا الا ان يموت - اذ هو جسد قابل للموت - ويقدم الى الموت عن الجميع , على انه كان مستحيلا ان يبقى مائتا اذ صار هيكلا للحياة
لو كانت سخافة ان يعرف الكلمة بأعمال جسده لكان سخافة ايضا ان يعرف بأعمال الكون لانه موجود فى الخليقة ومع ذلك لا يشترك فى طبيعتها بأى حال من الاحوال
تحنن الله على الجنس البشرى على قدر صلاحه ولم يتركهم خالين من معرفته لئلا يروا انه لا منفعة على الاطلاق من وجودهم فى الحياه - لانه أية منفعة للمخلوقات ان لم تعرف خالقها - او كيف يمكن ان تكون عاقلة بدون معرفة فكر الآب الذى اوجدهم فى الحياه - ولماذا خلقهم الله لو كان لا يريهم ان يعرفوه - فخلقهم الله على صورته ومثاله واذا ما عرفوا خالقهم عاشوا الحياه الحقيقية السعيدة
لانه بذبيحه جسده وضع حدا لحكم الموت الذى كان قائما ضدنا , ووضع لنا بداية جديدة للحياه برجاء القيامة من الاموات الذى اعطاه لنا , فلا نموت بعد كخاضعين للدينونة بل كأناس ينتظرون القيامة العامة
ان تفتيش الكتب ومعرفتها المعرفة الحقيقية يتطلبان حياه فاضلة ونفسا طاهرة والفضيلة التى بالمسيح , .. , لانه بدون الذهن النقى ومماثلة سير القديسين لا يستطيع الانسان ان يدرك اقوال القديسين
Comments
Post a Comment